قافلة الإعلام السياحي بين الرواية والصورة

قافلة الإعلام السياحي بين الرواية والصورة

3

13 أكتوبر 2024 - 10:09

كتب : سليمان الدخيل

hotel_booking

في صغري يحكي لي جدي عن قافلة، انتقل عبرها من نجد إلى الشرقية. مسافة طويلة، ووقت يقضونه في تأمل صحراء تحتضن تلالاً صفراء وطيوراً تختطف صمت الهدوء بتغريدة المشتاقين للعودة بعد عناء السفر في جلب البضائع، فقد كان المسلي لهم الوقوف في كل قرية يأتون لها ليتزودوا بالمؤونة؛ ما يجعلهم يتعاملون مع أهلها وبيئتها، ويستكشفون عاداتهم وتقاليدهم من منطقة لمنطقة أخرى. لم يطرأ على جدي أن ما يقومون به في ذاك الحين قد يكون ترجمته «إعلام سياحي»، ينادى به الآن؛ إذ إنهم ينقلون ما يشاهدونه من مناظر جميلة، ومن عادات وتقاليد قد تختلف من بيئة إلى أخرى في مجالس العودة؛ لتكون حديثهم لفترة من الزمن؛ وقد يشتاق لها العائدون منها، وقد يشدوا لها الرحال لمن اهتم لأمر هذا البلد بمجرد أن سمع عنه.

لم يكن جدي كاتباً صحفياً أو مصوراً محترفاً لكي ينقل ويصور تلك الأماكن، بل كان متحدثاً بارعاً في تصوير تلك الأحداث والمواقف والأماكن بطريقة يصنع منها صوراً حقيقية تأملية، تجعلنا أكثر إنصاتاً حينما يتحدث عن تلك الأماكن، في زمن يأتي بكل الأماكن بمجرد حروف تكتب وتظهر كل الصور.

في هذا الوقت تحولت القافلة من سفينة صحراء تنتقل من مكان لآخر عبر خط سير طويل، تصور الأماكن بحديث المجالس، إلى قافلة متخصصة تنقل الخبر باحترافية متخصصين في مجال الإعلام السياحي عبر نافذة التقنية الإعلامية التي تخصصت في مجال الترويج بطريقة الإعلام التقني الجديد، وكذلك عبر نخبة من المتخصصين الذين ينقلون ما يشاهدونه من أماكن، يجدون فيها من الميزات التي تلخص للقارئ وجهته وحاجته من خلال التواصل والاطلاع على ما يكتبه المتخصصون في هذا المجال الذي أشرق من قريب في تخصيص مجال الإعلام السياحي كتخصص يروج ويكتب وينتقد السياحة في جميع وجهاته.

ليس لتجربة المكان بل لتلخيص تجربة الإثارة في نقاط يراها الإعلامي المتخصص في مجال السياحة من زوايا عدة، قد يجهلها السائح، حينما يحدد وجهته دون أن يقرر حاجته، في حين يأتي الإعلام السياحي نقطة تحول للسائح حينما يساعده في تخصيص وجهات معينة للاستكشاف مع قراراته وحاجته حينما يختار وجهته مبنية على قراءات واستطلاعات عن تلك الوجهات.

قد يغيب الإعلام الورقي عن تلك المسارات الإعلامية المتخصصة في مجال الإعلام السياحي إلا أن هناك من يحاول نشر صفحاته بطريقة الإعلان المباشر، الذي يغلب عليه الترويج الصريح دون التأكد من جودة المكان والخدمات، في ظل ترديد مفهوم السياحة أنها مجرد سفر و»تغيير جو»، أو كما قيل. ومن هذا يجب ترشيد السائح إلى وجهاته التي يختارها من منبر صريح وجريء عبر قافلة الإعلام السياحي.


سليمان بن عبدالله الظفيري

مواضيع ذات صلة

card_img

اكتشف عُمان تجارب إستثنائية لا تنسى

بقلم / معتز قدح

في بادرة ليست بمستغربة وبجهود حثيثة من وزارة التراث والسياحة العمانية تم استضافتنا في سلطنة عمان الحبيبة ضمن فعاليات اكتشف عمان "برنامج المغامرة " و بمشاركة خمس شركات سياحية رائدة من المملكة وجآئت هذه المبادرة امتدادًا للتعاون الفعال بين الشركات السياحية في المملكة ووزارة السياحة والتراث العمانية. 

وكما هيا العادة تم استقبالنا في اليوم الأول من الأشقاء في السلطنة بحفاوة كبيرة و مشاعر فرح رائعة تدل على الرقي في  التعامل والجودة في تقديم الخدمة السياحية. 


ولأن سلطنة عُمان هي أرض المغامرات ، استمتعنا كثيرًا بالأجواء والمناظر الخلابة في الجبل الأخضر بدءاً من تناول وجبة الإفطار في مقهى يقع وسط مزارع "بركة الموز " ثم اتجهنا الى "فلج الختمين "  لاستكشاف نظام الري بالافلاج القديم وهو احد مواقع اليونسكو. 


ثم انتقلنا الى "منتجع انانتارا في الجبل الأخضر  " المنتجع الخلاب والمغرق بالرفاهية وسط الجبال الخضراء الأسطورية ، حيث يُعد أحد أعلى المنتجعات في العالم، 

وبعد ذألك اتجهنا الى طريق الجبل الأخضر لاكتشاف الوجهات الخلابة والمزارع المتدرجة الجميلة , المشهورة بالورد و الرمان. 


ثم في صباح اليوم الثاني بدأنا بمغامرة فيا فيراتا المبهجة وتنقلنا بن المنحدرات عند شروق الشمس و استمتعنا بالمناظر الخلابة للجبال والوديان المحيطة ، ثم قمنا بزيارة قرية السوجره الجميلة . 


وفي اليوم الثالث قمنا بجولة نزوى ثم في نهاية الجولة وصلنا الى مخيم الف ليلة وليلة الصحراوي الهادئ والجميل للمبيت فيه. 


ومع صباح اليوم الرابع للفعالية اتجهنا إلى استكشاف وادي بني خالد الجميل وهو أحد أشهر الأودية في عمان , ثم في ختام اليوم قمنا بجولة مسائية ساحرة في رأس الجنز لمشاهدة السلاحف المهيبة وهي تأتي إلى الشاطئ. 


وفي اليوم الخامس بدأنا رحلة المشي في وادي ميبام المذهل وسط مناظر خلابة وكذلك قمنا بزيارة هوية نجم الشهيرة. 


وكان اليوم السادس والأخير مميز بكل تفاصيله حيث قمنا برحلة بالقارب إلى جزيرة ديمانيات المعروفة بشواطئها الخلابة والحياة البحرية الرائعة, ثم قمنا بزيارة المعالم السياحية الرئيسية في مسقط و استمتعنا باكتشاف الثقافة والتاريخ الغني لسلطنة عمان الحبيبة, وكان المبيت أيضا في منتجع سانت ريجيس الموج بتجربة سكنية لا مثيل لها مع مرافق استثنائية واستمتاع بإطلالات خلابة على البحر. 


وفي ختام رحلتنا الممتعة والشيقة لسلطنة عمان الحبيبة نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لوزارة التراث والسياحة العمانية على الدعوة الكريمة للمشاركة في برنامج إكتشف عمان الذي أضاف لنا الكثير من المعلومات عن الطبيعة الخلابة و المغامرات مع أمل أن نساهم في تطوير القطاع السياحي بالتعاون الفعال مع الأشقاء في الوزارة عن طريق توجيه السوق السعودي إلى السلطنة للاستمتاع بالوجهات الرائعة والفريدة في عالم السياحة وعيش تجارب استثنائية لا تنسى

منذ 3 أسابيع . مقالات

card_img

قافلة الإعلام السياحي بين الرواية والصورة

في صغري يحكي لي جدي عن قافلة، انتقل عبرها من نجد إلى الشرقية. مسافة طويلة، ووقت يقضونه في تأمل صحراء تحتضن تلالاً صفراء وطيوراً تختطف صمت الهدوء بتغريدة المشتاقين للعودة بعد عناء السفر في جلب البضائع، فقد كان المسلي لهم الوقوف في كل قرية يأتون لها ليتزودوا بالمؤونة؛ ما يجعلهم يتعاملون مع أهلها وبيئتها، ويستكشفون عاداتهم وتقاليدهم من منطقة لمنطقة أخرى. لم يطرأ على جدي أن ما يقومون به في ذاك الحين قد يكون ترجمته «إعلام سياحي»، ينادى به الآن؛ إذ إنهم ينقلون ما يشاهدونه من مناظر جميلة، ومن عادات وتقاليد قد تختلف من بيئة إلى أخرى في مجالس العودة؛ لتكون حديثهم لفترة من الزمن؛ وقد يشتاق لها العائدون منها، وقد يشدوا لها الرحال لمن اهتم لأمر هذا البلد بمجرد أن سمع عنه.

لم يكن جدي كاتباً صحفياً أو مصوراً محترفاً لكي ينقل ويصور تلك الأماكن، بل كان متحدثاً بارعاً في تصوير تلك الأحداث والمواقف والأماكن بطريقة يصنع منها صوراً حقيقية تأملية، تجعلنا أكثر إنصاتاً حينما يتحدث عن تلك الأماكن، في زمن يأتي بكل الأماكن بمجرد حروف تكتب وتظهر كل الصور.

في هذا الوقت تحولت القافلة من سفينة صحراء تنتقل من مكان لآخر عبر خط سير طويل، تصور الأماكن بحديث المجالس، إلى قافلة متخصصة تنقل الخبر باحترافية متخصصين في مجال الإعلام السياحي عبر نافذة التقنية الإعلامية التي تخصصت في مجال الترويج بطريقة الإعلام التقني الجديد، وكذلك عبر نخبة من المتخصصين الذين ينقلون ما يشاهدونه من أماكن، يجدون فيها من الميزات التي تلخص للقارئ وجهته وحاجته من خلال التواصل والاطلاع على ما يكتبه المتخصصون في هذا المجال الذي أشرق من قريب في تخصيص مجال الإعلام السياحي كتخصص يروج ويكتب وينتقد السياحة في جميع وجهاته.

ليس لتجربة المكان بل لتلخيص تجربة الإثارة في نقاط يراها الإعلامي المتخصص في مجال السياحة من زوايا عدة، قد يجهلها السائح، حينما يحدد وجهته دون أن يقرر حاجته، في حين يأتي الإعلام السياحي نقطة تحول للسائح حينما يساعده في تخصيص وجهات معينة للاستكشاف مع قراراته وحاجته حينما يختار وجهته مبنية على قراءات واستطلاعات عن تلك الوجهات.

قد يغيب الإعلام الورقي عن تلك المسارات الإعلامية المتخصصة في مجال الإعلام السياحي إلا أن هناك من يحاول نشر صفحاته بطريقة الإعلان المباشر، الذي يغلب عليه الترويج الصريح دون التأكد من جودة المكان والخدمات، في ظل ترديد مفهوم السياحة أنها مجرد سفر و»تغيير جو»، أو كما قيل. ومن هذا يجب ترشيد السائح إلى وجهاته التي يختارها من منبر صريح وجريء عبر قافلة الإعلام السياحي.


سليمان بن عبدالله الظفيري

منذ شهر . مقالات